كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

الباقون: بنصب الياء (¬1)؛ أي: يسرعون هم.
...
{قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95)}.

[95] وكان بعض قد رآه يكسرها، وبعض لم يره، فأقبل من رآه مسرعًا نحوه، ثم جاء من لم يره يكسرها (¬2)، فقال لمن رآه: من فعل هذا بآلهتنا؟ ثم قالوا له أجمعون: نحن نعبدها، وأنت تكسرها؟! فثم {قَالَ} موبخًا على وجه الحِجاج:
{أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} من الحجارة وغيرها أصنامًا؟
...
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}.

[96] {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} من نحتكم ومنحوتكم، فاعبدوه وحده، وفيه دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى.
...
{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)}.

[97] فثم {قَالُوا} بينهم: {ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا} فاملؤوه حطبًا، وأضرموه بالنار، فإذا التهب {فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} النار الشديدة.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 548)، و"التيسير" للداني (ص: 186)، و"تفسير البغوي" (3/ 664)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 240 - 241).
(¬2) "يكسرها" زيادة من "ت".

الصفحة 529