كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

نعم العون أنت يا بني على أمر الله تعالى، ففعل ما أمر به ابنه، وقبله بين عينيه وقد ربطه وهو يبكي.
...
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)}.

[103] {فَلَمَّا أَسْلَمَا} استسلما وانقادا لأمر الله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} صرعه على جانب الجبهة، وكان ذلك بمنى عند الصخرة، ثم أوثقه، ووضع السكين على حلقه، فانقلبت السكين مرارًا، ولم تعمل شيئًا بقدرة الله سبحانه، فقال: أكبني لوجهي لئلا ترحمني إذا نظرته، ولئلا أجزع من الشفرة، ففعل ووضع الشفرة على قفاه، فانقلبت، فقال: اطعن بها طعنًا، فطعنه فانثنت (¬1)، وجواب (فلما) محذوف؛ أي: فلما أسلما وتله.
...
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104)}.

[104] {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ}.
...
{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)}.

[105] {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أي: عملت بما أُمرت أجزل أجرهما،
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 667 - 668)، ورواه الطبري في "تفسيره" (21/ 78) عن ابن عباس.

الصفحة 536