كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

ونحو هذا مما يقتضيه المعنى، قرأ الكسائي, وخلف: (الرُّؤْيَا) بالإمالة (¬1).
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} تعليل لإفراج تلك الشدة عنهما بإحسانهما.
...
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}.

[106] {إِنَّ هَذَا} الذبح {لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} الاختبار الظاهر.
...
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}.

[107] {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} هو كبش رعى في الجنة أربعين خريفًا (¬2)، روي أنه الذي قربه قابيل ابن آدم، فنظر إبراهيم، فإذا هو بجبريل -عليه السلام- معه كبش أملح أقرن، فقال: هذا فداء ابنك فاذبحه دونه، فكبر جبريل -عليه السلام-، وكبر الكبش، وكبر إبراهيم، وكبر ابنه -عليهما السلام- (¬3)، فأخذ إبراهيم الكبش، وأتى به المنحر من منى، فلما ذبحه، قال جبريل: الله أكبر الله أكبر، فقال الذبيح: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 370)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 244).
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 669)، ورواه الطبري في "تفسيره" (21/ 88) عن سعيد بن جبير. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 113).
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 669).

الصفحة 537