كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}.

[20] {قَالَ} موسى: {فَعَلْتُهَا إِذًا} أي: فعلت ما فعلت حينئذ.
{وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} أي: المخطئين؛ لأنه لم يتعمد قتله.
...
{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}.

[21] {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} إلى مدين.
{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} أي: نبوة.
{وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} درجة ثانية للنبوة، فرب نبي ليس برسول، وتقدم الكلام على ذلك في سورة الحج.
...
{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}.

[22] ثم حاجه -عليه السلام- في مَنِّه عليه بالتربية وترك القتل، فقال: {وَتِلْكَ} أي: التربية.
{نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} يريد: كيف تمنُّ عليَّ بالتربية، وقد استعبدت قومي؟ فتعبيدُك بني إسرائيل قد أحبط إحسانك إلي.
...
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}.

[23] {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} أيُّ شيء الذي تزعم أنك رسوله؟

الصفحة 54