كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)}.

[138] {وَبِاللَّيْلِ} أي: وبالنهار.
{أَفَلَا تَعْقِلُونَ} بما حل بمن تقدمكم، فتعتبرون بهم؟!
...
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)}.

[139] {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} من جملة من أرسله الله عز وجل.
...
{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}.

[140] {إِذْ أَبَقَ} هرب، وعبر عن هروبه بالإباق؛ من حيث هو عبد الله فَرَّ عن غير إذن من مولاه، فهذا حقيقة الإباق، روي أنه كان في سيرتهم أن يقتلوا الكذاب إذا لم تقم له بينة، فخاف يونس، وغضب مع ذلك، فأبق {إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} السفينة المملوءة؛ لأن يونس لما لم ينزل العذاب بقومه، خرج كالمتسور منهم، فجاء إلى البحر ومعه امرأته وابنان له، فأركب امرأته في مركب، فحال بينهما الموج، جاءت موجة فأخذت أحد ابنيه، وأخذ الذئب الآخر، فبقي وحيدًا، فركب سفينة، فلما لججوا في البحر، وقفت، فقال الملاحون: هنا عبد آبق (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 678).

الصفحة 547