كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)}.

[145] {فَنَبَذْنَاهُ} طرحناه {بِالْعَرَاءِ} وجه الأرض {وَهُوَ سَقِيمٌ} عليل كالفرخ الممعط، قد بلي لحمه، ودق عظمه، ولم يبق له قوة (¬1).
...
{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}.

[146] {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} هي القرع؛ ليستظل بظلها، ولئلا يقربه ذباب، وجاءته وعلة يشرب لبنها صباحًا ومساء، فاشتد لحمه، ونبت شعره.
...
{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}.

[147] {وَأَرْسَلْنَاهُ} هو ما سبق من إرساله، وقيل: إرسال ثان.
{إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} وهم أهل نينوى بأرض الموصل، أُرسل إليهم قبل الحوت، وأرسل إلى غيرهم بعد الحوت، وكانت الزيادة عشرين، وقيل: ثلاثين، وقيل: سبعين ألفًا.
...
{فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}.

[148] {فَآمَنُوا} عند نزول العذاب بهم {فَمَتَّعْنَاهُمْ} أبقيناهم ممتعين.
{إِلَى حِينٍ} تنقضي آجالهم فيه، وتقدم ذكر قصته في سورة يونس (¬2).
¬__________
(¬1) تقدم ذكره.
(¬2) في "ت": "الأنبياء".

الصفحة 549