كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{حَتَّى حِينٍ} أي: حين نأمرك بقتالهم، فالآية محكمة.
...
{وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)}.

[175] {وَأَبْصِرْهُمْ} إذا نزل بهم العذاب {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ما ينكرون.
...
{أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176)}.

[176] فثَمَّ قالوا استهزاء واستعجالًا: متى نزول العذاب؟ فنزل: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ} (¬1)؟
...
{فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177)}.

[177] {فَإِذَا نَزَلَ} العذاب {بِسَاحَتِهِمْ} هي الرحبة التي يديرون أخبيتهم حولها {فَسَاءَ} فبئس {صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} الذين أنذروا فلم يؤمنوا، والصباح مستعار من صباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب. ولما كثرت فيهم الهجوم والغارة في الصباح، سموا الغارة: صباحًا، وإن وقعت في وقت آخر.
...
{وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178)}.

[178] وكرر: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الثعلبي" (7/ 181).

الصفحة 556