كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)}.

[179] {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ما يُفعل بهم؛ تهديدًا لهم، وتسلية له - صلى الله عليه وسلم -.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)}.

[180] ثم نزه نفسه تعالى فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ} الغلبةِ والقدرةِ؛ أي: مالكها {عَمَّا يَصِفُونَ} من اتخاذ الأزواج والأولاد.
...
{وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)}.

[181] {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} الذين بلَّغوا عن الله الشرائع والتوحيد، تعميم للرسل بالتسليم بعد تخصيص بعضهم.
...
{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}.

[182] {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} على نصر أنبيائه، وإهلاك أعدائه، وعلى كل حال.
روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا سَلَّمتم عليَّ، فسلموا على المرسلين؛ فإنما أنا أحدُهم" (¬1)، والله أعلم.
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "تفسيره" (21/ 134)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/ 3234) عن قتادة مرسلًا، ورواه ابن أبي حاتم أيضًا في "تفسيره" (10/ 3234) عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة مرفوعًا. وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (4/ 490)، و"تفسير ابن كثير" (4/ 26).

الصفحة 557