كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

لمراده؛ بخلاف التي في الأعراف؛ فإن ذلك جواب لقولهم، فتناسب اللفظان، وأما التي في يونس، فهي أيضًا جواب من فرعون لهم؛ حيث قالوا: {إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ} [الآية: 76] فرفع مقامه على المبالغة، والله أعلم.
قرأ أبو عمرو، والكسائي من رواية الدوري: (سَحَّارٍ) بالإمالة أيضًا (¬1)، واختلف عن ابن ذكوان، وروي عن ورش وحمزة (¬2): الإمالة بين بين، وقرأ الباقون: بالفتح (¬3).
...
{فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)}.

[38] {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} وهو يوم الزينة، وهو عيد كان لهم يتزينون ويجتمعون فيه كل سنة، قال ابن عباس: "وافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة، وهو يوم النيروز" (¬4).
...
{وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)}.

[39] {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ} حث للناس على الاجتماع.
...
¬__________
(¬1) "أيضًا" ساقطة من "ت".
(¬2) "حمزة" زيادة من "ت".
(¬3) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 308)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 331)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 310).
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 357).

الصفحة 59