كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} ردٌّ على قريش في قولهم: إن لله شريكًا.
{وَخَلَقَ} أحدثَ {كُلَّ شَيْءٍ} من المخلوقات.
{فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} هيأه لما أراد منه.
...
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)}.

[3] {وَاتَّخَذُوا} يعني: عبدة الأوثان.
{مِنْ دُونِهِ} تعالى {آلِهَةً} يعني: الأصنام.
{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم.
{وَلَا يَمْلِكُونَ} لا يستطيعون.
{لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} أي: دفع ضر، ولا جلب نفع.
{وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً} أي: إماتة وإحياء {وَلَا نُشُورًا} بعثًا بعد الموت، ومن كان كذلك، فكيف يعبد؟! لأن الإله يجب أن يكون قادرًا على البعث والجزاء.
...
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)}.

[4] {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: النضر بن الحارث وأصحابه:
{إِنْ هَذَا} ما هذا القرآن {إِلَّا إِفْكٌ} كذب {افْتَرَاهُ} اختلقه محمد.
{وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} يعني: اليهود؛ فإنهم يلقون إليه أخبار

الصفحة 6