كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)}.

[46] {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} وإنما يدل الخرور بالإلقاء ليشاكل ما قبله، ويدل على أنهم لما رأوا ما رأوا، لم يتمالكوا أنفسهم، فكأنهم أخذوا فطرحوا على وجوههم.
...
{قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)}.

[47] {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
...
{رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)}.

[48] {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} قال عكرمة: أصبحوا سحرة، وأمسوا شهداء (¬1)، فالمغرور من اعتمد على شيء من أعماله وأقواله وأحواله.
...
{قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)}.

[49] {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} تقدم تفسير نظيرها، واختلاف القراء في الهمزتين في سورة طه.
¬__________
= و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 331)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 311).
(¬1) انظر: "تفسير ابن كثير" (3/ 160)، و"الدر المنثور" للسيوطي (6/ 513).

الصفحة 62