كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}.

[62] {قَالَ} موسى ثقةً بوعد الله إياه: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} طريق النجاة. قرأ حفص عن عاصم: (مَعِيَ) بفتح الياء (¬1)، وقرأ يعقوب: (سَيَهْدِينِي) بإثبات الياء (¬2).
...
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}.

[63] {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} ولما وصل موسى إلى البحر، جاء بموج كالجبال، فقال يوشع: يا مكلم الله! أين أمرت؟ فقال: هاهنا، فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه، ثم أقحمه اللج، فارتسب في البحر، وأراد بقيتهم أن يفعلوا مثله فلم يقدروا (¬3) {فَانْفَلَقَ} ماء البحر بعد أن ضربه، فانشق اثني عشر طريقًا لاثني عشر سبطًا.
{فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ} أي: كل جزء من البحر {كَالطَّوْدِ} أي: الجبل.
{الْعَظِيمِ} وهو بحر القلزم، وتقدم ذكره ومحله في سورة البقرة عند تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} [الآية: 50]، وروي (¬4) أن
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 474)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 316).
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 336)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 316).
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" (3/ 357).
(¬4) في "ت": "روي".

الصفحة 67