كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

الأمم، وهو يعبر عنه بعبارته، وقال ابن عباس: "أشاروا إلى عبيد كانوا للعرب من الفرس، أحدهم أبو فكيهة مولى الحضرميين، وجبر ويسار وعداس وغيرهم، كانوا بمكة، زعم الكفار أن محمدًا اختلق القرآن، وأعانوه على اختلاقه" (¬1).
{فَقَدْ جَاءُوا} يعني؛ قائلي هذه المقالة.
{ظُلْمًا} كفرًا {وَزُورًا} كذبًا؛ لنسبتهم القرآن إلى غير قائله.
...
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)}.

[5] {وَقَالُوا} المشركون؛ القرآنُ {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ما سطره المتقدمون {اكْتَتَبَهَا} انتسخها محمد؛ أي: طلب أن تُكتب له؛ لأنه كان لا يكتب.
{فَهِيَ تُمْلَى} أي: تقرأ {عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} غدوةً وعشيًّا.
...
{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)}.

[6] فرد الله عليهم بقوله: {قُلْ أَنْزَلَهُ} الله (¬2).
{الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ} الغيب.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 322)، و"تفسير القرطبي" (10/ 178).
(¬2) لفظ الجلالة "الله" لم يرد في "ت".

الصفحة 7