كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}.

[76] {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ}.
{فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}.

[77] {فَإِنَّهُمْ} أي: أصنامكم {عَدُوٌّ لِي} أي: أعداء، ووحَّده على معنى: أن كل معبود لكم عدو لي، وقوله: (عَدُوٌّ لِي) دون (لكم) زيادة نصح وتأدب؛ ليكون أعطف لقلوبهم، وأسرع لها إلى إيمانهم.
{إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} استثناء منقطع؛ كأنه قال: فإنهم عدو لي، لكن رب العالمين وليي. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو: (عَدُوٌّ لِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (¬1).
...
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}.

[78] ثم وصف معبوده فقال: {الَّذِي خَلَقَنِي} مبتدأ، خبره:
{فَهُوَ يَهْدِينِ} إلى إصلاح الدارين.
...
{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}.

[79] {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} تعديد للنعمة في الرزق.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 474)، و"التيسير" للداني (ص: 167)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 336)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 318).

الصفحة 71