كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لأنه أعجزكم بفصاحته.
{إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} فلذلك لم يعجِّل عقوبتكم مع كمال قدرته.
...
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}.

[7] {وَقَالُوا} أي: الكافرون إنكارًا وسخرية منهم به: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} بزعمه {يَأْكُلُ الطَّعَامَ} كما نأكل {وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} لطلب المعاش كما نمشي، فلا يجوز أن يمتاز عنا بالنبوة. وتقدم اختلاف القراء في قوله: (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ) في سورة الكهف عند قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [الكهف: 49]، وكتبت اللام في المصحف مفردة من قوله: (مَالِ هَذَا) واتباعه سنة، أما أكله الطعام، فلأنه بشر، ومشيه في الأسواق، فلقضاء حوائجه تواضعًا، ولا ينافيان الرسالة، ثم جاؤوا بحرف التحضيض فقالوا:
{لَوْلَا} هَلَّا {أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ} نصب جواب التحضيض.
{مَعَهُ نَذِيرًا} يصدقه.
...
{أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}.

[8] {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ} أي: ينزل عليه {كَنْزٌ} من السماء ينفقه، فيستغني عن تحصيل المعاش.

الصفحة 8