كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ} بستان {يَأْكُلُ مِنْهَا} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (نَأْكُلُ) بالنون؛ أي: نأكل نحن منها، وقرأ الباقون: بالياء (¬1)؛ أي: يأكل هو، المعنى: ليس مَلَكًا ولا مَلِكًا ولا غنيًّا، فلا نتبعه؛ لأنه دوننا.
{وَقَالَ الظَّالِمُونَ} الذين أشير إليهم:
{إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} قد سُحر، فغُلب على عقله.
...
{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}.

[9] {انْظُرْ} يا محمد {كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ} يعني: الأشباه بالمسحور والكاهن والشاعر وغيره {فَضَلُّوا} عن الحق.
{فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} طريقًا إليه.
...
{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}.

[10] {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ} في الدنيا.
{خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ} أي: مما قالوا، ثم بين ذلك الخير، فقال:
{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} بيوتًا مشيدة. قرأ
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 462)، و"تفسير البغوي" (3/ 323)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 275).

الصفحة 9