كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

المهايأة، واختلفوا في حكم المهايأة، فقال أبو حنيفة: يجبر عليها الممتنع إذا لم يكن الطالب متعنتًا، وقال الثلاثة: هي جائزة بالتراضي، ولا إجبار فيها.
...
{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}.

[156] {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} كضرب وعقر.
{فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} عظم اليوم لعظم ما يحل فيه.
...
{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}.

[157] روي أن عاقرها قال: لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين، فاستؤذن صغارهم وكبارهم، فرضوا (¬1) {فَعَقَرُوهَا} أسند العقر إلى كلهم؛ لأنهم رضوا بذلك، فأُخذوا جميعًا {فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} على عقرها؛ خوفًا من نزول العذاب، لا ندمَ توبة.
...
{فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}.

[158] {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} الموعود {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}.
¬__________
(¬1) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 231)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1515)، عن قتادة. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 492).

الصفحة 90