كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} بالقتل وقطع الطريق.
...
{وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}.

[184] {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} يعني: الأمم المتقدمين، والجبلة: الخلق، يقال: جُبل؛ أي: خُلق.
...
{قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}.

[185] {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}.
...
{وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}.

[186] {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} تقدم تفسير نظيره، وأتوا بالواو؛ للدلالة على أنه جامع بين وصفين منافيين للرسالة؛ مبالغةً في تكذيبه.
{وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} في دعواك.
...
{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}.

[187] {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} قرأ حفص عن عاصم: (كِسَفًا) بفتح السين؛ أي: قطعًا، وقرأ الباقون: بالإسكان؛ أي: قطعة (¬1)، واختلافهم في الهمزتين من (السَّمَاءِ إِنْ)
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 385)، و"التيسير" للداني (ص: 166)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 326).

الصفحة 97