كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}.

[191] {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} هذا آخر القصص السبع المذكورة؛ تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتهديدًا للمكذبين به، وكرر في هذه القصة ما كرره في غيرها تقريرًا لمعانيها في الصدور؛ ليكون أبلغ في الوعظ والزجر.
...
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}.

[192] {وَإِنَّهُ} أي: القرآن المنزل {لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
...
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}.

[193] {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} هو جبريل -عليه السلام-؛ لأنه أمين على الوحي. قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف، وأبو بكر عن عاصم: (نَزَّلَ) بتشديد الزاي ونصب (الرُّوحَ الأمينَ) مفعولًا، الفاعل الله تعالى؛ أي: نزل الله به جبريل -عليه السلام-؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقرأ الباقون: بالتخفيف، ورفعهما الفاعل (الرُّوحُ الأَمِين) (¬1).
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 473)، و"التيسير" للداني (ص: 166)، و"تفسير البغوي" (3/ 372)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 336)، و"معجم القراءات القرآنية" (4/ 327).

الصفحة 99