كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

أنه في باب المطاعم والمال، وقد يحتمل أن يريد إذ أخرجكم الله من فجور الجاهلية إلى عفاف الإِسلام، فالتزموا العفة في كل شيء.
قوله: "ويأمُرُنَا بِالْعَفَافِ" (¬1) معناه هنا ترك الزنا والفجور.
قوله: "ومَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ" (¬2) أي: من يعف عن السؤال يعنه (¬3) الله على ذلك، ويرزقه من حيث لا يحتسب. قال أبو زيد: العفة ترك كل قبيح، والعفيفة من النساء: الخيرة الكافة عن الخنا والقبيح.
قوله: "عَافَسْنَا (الأَزْواجَ والأَوْلادَ" (¬4) أي: عالجنا ذلك ولزمناه، وقيل: لاعبناهم. ورواه الخَطَّابِيُّ: "عَانَسْنَا") (¬5) وفسره: [لا عبنا، وذكر القتبي: "عَانَشْنَا" وفسره]، (¬6) عانقنا، ونحوه في "البارع" والأولى أولى (¬7) أن تكون؛ لذكره "الضَّيْعَاتِ".
"أَمَرَ بِإِعْفَاءِ اللِّحَى" (¬8) أي: بتوفيرها، يقال: عفى الشيء إذا كثر، ويقال: أعفيته وعفيته (¬9) إذا كثرته، وقد جاء: "وفِّرُوا اللِّحَى" (¬10)، ومنه:
¬__________
(¬1) البخاري (7) من حديث أبي سفيان.
(¬2) "الموطأ" 2/ 997، البخاري (1469)، مسلم (1053) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬3) في (س): (يعفه).
(¬4) مسلم (2750) عن حنظلة الأُسَيِّدِيِّ.
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (س).
(¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، واستدرك من "المشارق" 2/ 97.
(¬7) من (أ).
(¬8) مسلم (259) من حديث ابن عمر.
(¬9) في (أ) و"المشارق": (عفوته).
(¬10) البخاري (5892).

الصفحة 26