كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ" (¬1) أي: بعفوك عني وترك مؤاخذتك، يقال: عافاه الله معافاة وعافية، وفي الحديث الآخر:
"أَسْأَلُكَ العَفْو والْعَافِيَةَ، والْمُعَافَاةَ" (¬2)، قيل: (الْعَفْو: هو) (¬3) الذنب، و"الْعَافِيَةَ" من الأسقام والبلايا ودفاعه عنه، اسم وضع موضع المصدر مثل راغية البعير، والمعافاة من أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك.

الاختلاف
في حفر الخندق: "حَتَّى أَعْفَرَ بَطْنَهُ أَوْ (¬4) أَغْبَرَ بَطْنَهُ" كذا لهم، وكذا ضبطه بعضهم بفتح: "بَطْنَهُ"، ولأبي زيد وأبي ذر: "حَتَّى أَغْبَر بَطْنَهُ أَوْ أَغْمَرَ" كذا عند الأصيلي، وقيده عُبْدُوس وبعضهم: "اغْبَرَّ" (¬5) بتشديد الراء ورفع: "بَطْنُهُ"، (وعند النَّسَفي: "حَتَّى غَبَرَ بَطْنُهُ) (¬6) أَوْ أَغْبَر" أي: علاه الغبار؛ وأما بتشديد الراء ورفع: "بَطْنُهُ" فبعيد، وللفاء وجه من العفر وهو التراب، والأوجه: "أَغْبَر".
قوله: "وعِفُّوا إِذْ أَعَفَّكُمْ اللهُ" (¬7) كذا لهم، وعند القنازعي في:
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 214، مسلم (486) من حديث عائشة.
(¬2) رواه النسائي في "السنن الكبرى" 6/ 220، وأبو يعلى في "مسنده" (49) من حديث أبي بكر.
(¬3) في (س) ت (المحو عفو).
(¬4) في النسخ الخطية: (أي).
(¬5) البخاري (4104) من حديث البراء بن عازب، ولفظه: "حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَهُ - أَوِ اغْبَرَّ بَطْنُهُ".
(¬6) ساقطة من (س، م).
(¬7) "الموطأ" 2/ 981.

الصفحة 28