كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

من عقد بني آدم، وليس المراد بذلك العقد نفسها, ولكن لما كان بنو آدم يمنعون بعقدهم ذلك تصرف من يحاول فيما عقدوه كان هذا مثله من الشيطان للنائم الذي لا يقوم من نومه إلى ما يجب من ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ والصلاة، والله أعلم. وقيل: بل هو على ظاهره (¬1) وأن الشيطان يفعل من ذلك نحو ما يفعله (¬2) السواحر من عقدها ونفثها.
قوله: "لآمُرَنَّ بِرَاحِلَتِي تُرْحَلُ، ثُمَّ لا أَحُلُّ لَهَا عُقْدَةً حَتَّى أَقْدَمَ المَدِينَةَ" (¬3) أي: (لا أنزل) (¬4) عنها فأعقلها وأحتاج إلى حلها، وقد يكون المراد بالعقد هاهنا العزيمة، أي: (لا أحل) (¬5) عزمي حتى أقدم (¬6) المدينة.
قوله: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيهَا الخَيْرُ" (¬7) أي: ملازم لها حتى كأنه شيء عقد فيها, ولم يرد النواصي خاصة.
قوله: "فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا" (¬8)، و"الْخَيْلُ مَعْقُوصٌ في نَواصِيهَا" (¬9)، و"مَنْ عَقَصَ أَوْ لبَّدَ" (¬10) العقص (¬11) لَيُّ خصلات الشعر بعضه على بعض
¬__________
(¬1) تحرفت في (س) إلى: (طهارة).
(¬2) بعدها في (د): (الإنسان).
(¬3) مسلم (1374) عن أبي سعيد.
(¬4) في (س): (لأنزل).
(¬5) في (س): (لأحل).
(¬6) في (أ، م): (أبلغ).
(¬7) البخاري (2850)، مسلم (1873) من حديث عروة البارقي.
(¬8) البخاري (3007)، مسلم (2494) من حديث علي.
(¬9) مسلم (1873/ 99).
(¬10) "الموطأ" 1/ 398 عن عمر.
(¬11) ساقطة من (س).

الصفحة 35