كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

وفي باب العجماء جبار "قَالَ (¬1) شُرَيْحٌ: لَا تُضْمَنُ - يعني: الدابة - مَا عَاقَبَتْ أَنْ يَضْرِبَهَا تَضْرِبَ (¬2) - سبب ذلك - بِرِجْلِهَا" (¬3) [وعند ابن السكن: "إِلَّا أَنْ يَضْرِبَهَا"] (¬4) وهو كلام صحيح على مذهب مالك وجماعة غيره، وليس مذهب شريح بل مذهبه أن لا يُضمن بوجه. ورواه بعضهم: "إِذا عَاقَبَتْ أَنْ يَضْرِبَهَا" أي (¬5): إذا لم يضربها، نحو معنى رواية ابن السكن، وكله وهم؛ لما قد ذكرناه من مذهب شريح المعلوم.
وفي باب تسوية الصفوف: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى رَأى أَنَّا قَدْ (¬6) عَقَلْنَا عَنْهُ" (¬7) كذا لهم، أي: فهمنا، وعند ابن الحذاء: "غَفَلْنَا" (¬8) بالفاء، وهو وهم.
وفي دية العبيد: "الْقِصَاصِ بَيْنَ العَبِيدِ في قَطْعِ اليَدِ والرِّجْلِ وأَشْبَاهِ ذَلِكَ بِمَنْزِلَتِهِ في العَقْلِ" كذا لابْن وضَّاح وبعض رواة يحيى وفي كتب كثير من شيوخنا، ورواه المهلب وابن فطيس وابن المشاط: "بِمَنْزِلَتِهِ في القَتْلِ" (¬9) وهو صحيح رواية عبيد (¬10) الله.
...
¬__________
(¬1) في (س، أ، م) (قول).
(¬2) تحرفت في (س) إلى: (بضربها).
(¬3) البخاري قبل حديث (6913).
(¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، واستدرك من "المشارق" 2/ 101.
(¬5) من (أ، م).
(¬6) من (د).
(¬7) مسلم (436/ 128) من حديث النعمان بن بشير.
(¬8) في النسخ الخطية: (أغفلنا)، والمثبت من "المشارق" 2/ 101.
(¬9) "الموطأ" 2/ 863.
(¬10) في (س): (عبد).

الصفحة 39