كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

العين مع السين
" عَسْبِ الفَحْلِ" (¬1) المنهي عنه هو كراء ضرابه، وقيل: العسب نفسه، قاله أبو عبيد (¬2). وقال غيره: لا يكون العسب إلاَّ الضراب، والمراد: الكراء عليه، لكنه حذفه وأقام المضاف إليه مقامه. وقيل: العسب: ماء الفحل.
وقوله: "مُتَّكِئًا عَلَى عَسِيبٍ" (¬3) هو جريد النخل، وهو عود قضبان النخل كانوا يكشطون خوصها ويتخذونها عصيًّا، وكانوا يكتبون في طرفه العريض منه، ومنه: "وجَعَلْتُ أَتَتَبْعُهُ - يعني: القرآن (¬4) - في العُسُبِ" (¬5).
"غَزْوةُ العُسْرَةِ: غَزْوةُ تَبُوكَ" (¬6)، وأما: "غَزْوةُ العُشَيْرَةِ" (¬7) فغزوة بني مدلج، وتقدم ذكرها في الدال، وسميت غزوة العسرة؛ لمشقة السفر فيه وعسره على الناس؛ لأنها كانت زمن الحر ووقت طيب الثمار ومفارقة الظلال، وكانت في مفاوز صعبة وشقة بعيدة وعدو كثير.
¬__________
(¬1) البخاري (2284) من حديث ابن عمر.
(¬2) "غريب الحديث" 1/ 97.
(¬3) البخاري (4721)، مسلم (2794) من حديث ابن مسعود.
(¬4) ساقطة من (د، ش).
(¬5) البخاري (4679) من حديث زيد بن ثابت.
(¬6) البخاري (4415)، مسلم (1649/ 8) من حديث أبي موسى بلفظ: "جَيْشِ الْعُسْرَةِ - وَهِيَ غَزْوَةُ تبوكَ".
(¬7) البخاري قبل حديث (3949).

الصفحة 40