كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

و"كانَ عَسِيفًا" (¬1) هو الأجير، ومنه: "النهي عن قتل العُسَفَاءِ" (¬2) يعني: الأجراء في الحرب.
"فَأُتِيَ بِعُسٍّ" (¬3) هو القدح الضخم.
"حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ" (¬4) تصغير: عسل، وكنى به عن لذة الجماع، وكأنه أراد لعقة عسل (¬5) فأنث، وإلا فهو مذكر، وقياسه عسيل. وقيل: بل أنث على معنى النطفة. وقيل: إن العسل يؤنث ويذكر.
قوله: "هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ بِكَ كَذَا" (¬6) أي: رجوت، و (عسى) بمعنى: (لعل) للترجي، وفيه لغتان: فتح السين وكسرها {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 226] بمعنى: لعلكم ورجاؤكم.

الاختلاف
قوله: "كُنْتُ أَقْبَلُ المَيْسُورَ وأَتَجَاوزُ عَنِ المَعْسُورِ" (¬7) قال أبو عبيد: هما مصدران، ومثله: ما له معقول، أي: عقل، وحلفت محلوفًا، ومعناه: عن ذي العسر وذي اليسر، كما جاء: "الْمُعْسِرُ" و"الْمُوسِرُ" (¬8).
¬__________
(¬1) البخاري (2695 - 2696)، مسلم (1697 - 1698) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني.
(¬2) رواه سعيد بن منصور في "السنن" 2/ 239 (2628)، وأحمد 3/ 413، والبيهقي 9/ 91.
(¬3) البخاري (5375) من حديث أبي هريرة، بلفظ: "فَأَمَرَ لِيَ بِعُسٍّ".
(¬4) البخاري (2639)، مسلم (1433) من حديث عائشة.
(¬5) ساقطة من (د).
(¬6) البخاري (806)، مسلم (182) من حديث أبي هريرة.
(¬7) مسلم (1560/ 27) من حديث حذيفة وأبي مسعود.
(¬8) البخاري (2077)، مسلم (1560). قلت: وحق هذا الفقرة أن تأتي قبل الاختلاف، وسيأتي ما يتعلق بهذا الحديث من الاختلاف في آخره.

الصفحة 41