كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

صَلَّى المَغْرِبَ دَعَا بِعَشَائِهِ فَتَعَشَّى" (¬1) ثم ذكر صلاة العتمة بعد ذلك.
قوله: "عُشَيْشِيَةٌ" (¬2) تصغير عشية، قال سيبويه: صغرت على غير مكبرها (¬3). وقال الأصمعي: ومن المحال قول العامة: العشاء الآخرة؛ إنما يقال: صلاة العشاء لا غير وصلاة المغرب، ولا يقال لهذِه العشاء. والحديث المتقدم يرد قول الأصمعي.

الاختلاف
حديث الإسراء: "وعُشْبَهَا أَلْوانٌ" كذا وقع للقابسي والنَّسَفي في أول كتاب الصلاة من "صحيح البخاري" بعين مهملة مضمومة وستين معجمة ساكنة ثم باء موحدة، وللجماعة: "وغَشِيَهَا" (¬4) وهو الصحيح، من قوله: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] والأول تصحيح.
قولها: "ولَا تَمْلأ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا" (¬5) بعين مهملة في كتاب مسلم عن جميعهم، ووقع فيه لبعض الرواة بالمعجمة، وكلاهما صحيح، ووقع في البخاري في حديث عيسى بن يونس بعين مهملة ثم قال: "وقَالَ: سَعِيدُ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ: ولَا تُغَشِّشُ بَيْتَنَا تَغْشِيشًا" كله بغين معجمة، كذا للمستملي وهو الصواب هاهنا، وعند الحموي: "وعَششَ" هكذا، وعند القابسي: "وتَنْتَعِشُ تَعْشِيشًا" (¬6) بعين مهملة في جميع ذلك، وهذا تغيير
¬__________
(¬1) البخاري (1675).
(¬2) مسلم (3010) من حديث جابر.
(¬3) "الكتاب" 3/ 484.
(¬4) البخاري (349) من حديث أبي ذر الغفاري.
(¬5) البخاري (5189)، مسلم (2448) من حديث عائشة.
(¬6) كذا في (د، س، ش)، وفي (أ، م): (شعش)، وفي "المشارق" 2/ 103 (وعشعش تعشيشا)، وهو في البخاري (5189) بلفظ: "وَلَا تُعَشِّشُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا".

الصفحة 46