كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

وغلط كبير، فمن رواه بعين مهملة كان معناه أنها مُصلِحة للبيت، مهتبلة لتنظيفه، وإلقاء كناسته، وإبعادها منه، ولا تتركها هنا وهنا كأعشاش الطير هنا وهنا. وقيل: إنها أرادت: لا تدع فيه العشب (والكناسة كأنه عش طائر لقذره؛ ومن رواه بالغين فهو من الغش. وقيل: من النميمة.
وفي حديث النساء: "ويَكْفُرْنَ" (¬1) العَشِيرَ" (¬2) هذا هو المعلوم، وفي كتاب ابن (¬3) أبي جعفر فيما أخبرنا به عن الهوزني: "الْعَشِيْرَةَ" وهو وهم هاهنا وقد جاء مفسرًا بأنه الزوج.
وفي تحزيب القرآن: "لأنْ أَقْرَأَهُ في شَهْرٍ أَوْ عَشْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ" كذا لبعض رواة "الموطأ" (¬4)، وأصلحه ابن وضَّاح: "أَوْ عِشْرِيْنَ" وهو رواية الأكثر وهو الصواب؛ لأن عشرًا قريب من سبع.
قوله في حديث القنوت: "بَيْنَا هُو يُصَلِّي العِشَاءَ" (¬5) كذا لهم، وعند العذري: "الْعَشِيَّ" وهو وهم.
وفي باب القراءة في الظهر: "أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاتَي العِشَاءِ" كذا للرواة، وللْأَصِيلِيِّ: "صَلَاتَيِ العَشِيِّ" (¬6) وهو وفق (3) الترجمة يريد: الظهر والعصر، وجاء في باب وجوب القراءة قبل هذا:
¬__________
(¬1) ما بين القوسين ساقط من (س).
(¬2) "الموطأ" 1/ 186، البخاري (29)، مسلم (907) من حديث ابن عباس.
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) "الموطأ" 1/ 200 عن زيد بن ثابت بلفظ: "لأنْ أَقْرَأَهُ في نِصْفٍ أَوْ عَشْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ).
(¬5) البخاري (4598)، مسلم (675) من حديث أبي هريرة.
(¬6) البخاري (758) من حديث جابر بن سمرة، وأثبت في المطبوع قبل باب القراءة في الظهر، وليس مكانه؛ انظر اليونينية 1/ 152.

الصفحة 47