كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

اللغة. وقيل: معناه: علامة من الشيطان. وقيل: ضربة وأخذة من الشيطان من (¬1) قوله: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] سفعت بالناصية: قبضت عليها.
وسفعته: لطمته، وسفعته بالعصا: ضربته، فأصل السفع: الأخذ بالناصية ثم استعمل في غيرها. وقيل في قوله: {لَنَسْفَعًا} [العلق: 15] لنأخذن بها ونجرنه (¬2) بها، وقيل: لنسودن وجهه ولنزرفن عينيه حتى يكون ذلك علامة له، فاكتفى بالناصية عن ذكر الوجه. وقيل: لنذلنَّه.
قوله: "بَعْدَ مَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفْعٌ" (¬3) يعني: النار، أي: سواد من لفحها.
قول البخاري: " {أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] السَّفُّ (¬4) " (¬5) هو الإكثار والأكل الشديد، فقوله: "السَّفُّ" إشارة إلى هذا، و"السَّفُّ" إنما يستعمل في الشرب.
قولها: "إِذَا شَرِبَ اسْتَفَّ" (¬6) كذا عند مسلم وللأصيلي بالسين المهملة، وهو الإكثار من الشرب. قال أبو زيد: سففت الماء إذا أكثرت من شربه، ولم تروَ، ورواه بعض رواة البخاري: "اشْتَفَّ" بالمعجمة، وهو قريب من الأول، وهو الاستقصاء في الشرب، مأخوذ من الشفافة، وهي بقية من الماء تبقى في الإناء، فإذا شربها صاحبها قيل: اشتف.
قوله: "السَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ" بالسين، والصاد (¬7)، وهو أكثر وأعرف في
¬__________
(¬1) ساقطة من (د).
(¬2) في (س، م): (ونجذبه).
(¬3) البخاري (6559) من حديث أنس.
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) البخاري قبل حديث (4942).
(¬6) البخاري (5189) ومسلم (2448) من حديث عائشة، بالشين في المطبوع منهما.
(¬7) البخاري (118) ومسلم (2492) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 533