كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

وفي باب الشرب قائمًا: "شَرِبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ زَمْزَمَ قَائِمًا وَاسْتَسْقَى" (¬1) كذا لهم، وعند ابن الحذاء: "وَاسْتَقَى (¬2) " والأول الصواب؛ لأنه قد اعتذر عن (¬3) الاستقاء بقوله: "لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَفَعَلْتُ" (¬4) يعني: يستن به فتخرج السقاية عن أهلها.
في خبر المزادتين: "فَسَقَى مَنْ سَقَى" كذا عند الأصيلي وأبي ذر، وعند القابسي وابن السكن: "فَسَقَى مَنْ شَاءَ" (¬5) وكلاهما صواب، أي: سقى من سقى دابته، وهو الذي شاء أن يسقي.
قوله في حديث الحديبية في الفضائل في مسلم: "حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ" (¬6)، وفي رِواية أخرى: "حَتَّى أَشْفَى النَّاسَ" أي: أبلغهم من الري آمالهم.
قوله في ذكر الأوعية في كتاب الأشربة من البخاري: "لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الأَسْقِيَةِ قِيلَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً" (¬7)، قوله: "عَنِ الأَسْقِيَةِ" وهم في الرواية, إنما هو: (الأوعية)؛ لأنه لم ينه عن الأسقية إنما نهى عن الظروف وأباح الأنتباذ في الأسقية، فقيل له: "لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً" وكذلك قال (¬8) لوفد عبد القيس حين قالوا: "فَفِيمَ
¬__________
(¬1) مسلم (2027) من حديث ابن عباس، ولفظه: "سقَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ قَائِمًا، وَاسْتَسْقَى وَهُوَ عِنْدَ البَيْتِ".
(¬2) في (س): (استسقى).
(¬3) في (د): (من).
(¬4) مسلم (1218) من حديث جابر، وفيه: "لنَزَعْتُ مَعَكُمْ".
(¬5) البخاري (344) من حديث عمران بن حصين.
(¬6) مسلم (706) من حديث معاذ.
(¬7) البخاري (5593) من حديث عبد الله بن عمرو.
(¬8) ساقطة من (د).

الصفحة 539