كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

قوله: "يُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِالْمُعَوّذَاتِ" (¬1) هي: {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] و {بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] أي: يَرقِي نفسه بقراءتها، ويجعلها لنفسه معاذًا ولَجأً (¬2) من الآفات. قال الخطابي: "عَائِذًا باللهِ" (¬3) يحتمل أنه به عائذ، أن يكون عائداً بمعنى: معوذ، فاعل بمعنى مفعول، كما قيل: سر كاتم، وماء دافق.
قوله: "ولَا ذَاتُ عَوارٍ" (¬4) بفتح العين، وهو العيب في بهيمة، أو ثوب، أو غيرهما، وأما العُوَّار ففي "العين" بضم العين وشد الواو، وهو كثرة قذاها (¬5). وأما ذهاب إحداهما (¬6) فهو العُوار بالضم وتخفيف الواو، والعَور (¬7) أيضًا العيب، وكل معيب أعورُ، والأنثى عوراء، وكذلك الكلمة القبيحة.
و"الْعَارِيَّةَ" (¬8) مشددة الياء، وحكي فيها التخفيف، وهو ما يتداوله الناس بينهم (¬9) من منافع الأعيان، مشتقة من التعاور الذي هو التداول بغير عوض، وهي من ذوات الواو، وزعم بعضهم أنها من العار، وهو فعل ما يعاب (¬10) به الإنسان.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 942، البخاري (4439)، مسلم (2192) من حديث عائشة.
(¬2) في (د): الجاء).
(¬3) "الموطأ" 1/ 187، البخاري (1049)، مسلم (903) من حديث عائشة.
(¬4) "الموطأ" 1/ 257، البخاري (1455).
(¬5) الذي في "العين" 2/ 239: العائر: غمصة تمض العين كأنما فيها قذى وهو الْعُوَّار.
(¬6) في (س، م، د): (أحدهما).
(¬7) في (س): (العوار).
(¬8) "الموطأ" 2/ 840.
(¬9) في (س): (منهم).
(¬10) في النسخ الخطية: (تقارب)، والمثبت من "المشارق" 2/ 105 ط. دار التراث.

الصفحة 54