كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

القرى، وكأنها الأشخاص والمواضع العامرة بالناس والشجر بخلاف ما لا عمارة فيه.
قوله: "إِذَا كَانَ البَيَاضُ تَبَعًا لِلسَّوَادِ" (¬1) يعني: الأرض التي لا شجر فيها، والأرض التي غلب عليها الشجر.
قوله: "وَجَعَلُوا سَوَادًا حَيْسًا" (¬2) أي: شيئًا مجتمعًا، يعني: الأزودة.
قوله: "وَأَتَى بِسَوَادِ بَطْنِهَا" (¬3) قيل: الكبد خاصة. وقيل: حشوة البطن كلها.
قوله: "لَتَعُودُنَّ أَسَاوِدَ صُبًّا" (¬4) قال أبو عبيد: يعني: حيات الأسود، حيات فيها سواد، وهي أخبث الحيات. قال ابن الأعرابي: ومعناه (¬5): جماعات، جمع سواد من الناس، يعني: فرقًا مختلفة. وتقدم الصب في الصاد، وهي التي تنهش ثم تنصب ثانية فتنهش.
قوله: "أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ" (¬6) السيد الذي يفوق قومه، وهي السيادة والسؤدد، وهي الرئاسة والزعامة ورفعة القدر؛ لأنه عليه الصلاة السلام سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة.
قوله: "قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ" (¬7) أي: زعيمكم وأفضلكم.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 703 من كلام مالك، وفيه: (للأصل) بدل: (للسواد).
(¬2) مسلم (1365) من حديث أنس باختلاف.
(¬3) البخاري (2618) ومسلم (2056) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر.
(¬4) رواه أحمد 3/ 477 من حديث كرز بن علقمة الخزاعي، وصححه ابن حبان 13/ 287 (5956) والحاكم 5/ 45. وانظر "الصحيحة" (3091).
(¬5) ساقطة من (د).
(¬6) البخاري (4712) ومسلم (194/ 328) من حديث أبي هريرة.
(¬7) البخاري (3043) ومسلم (1768) من حديث أبي سعيد.

الصفحة 545