كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

قوله: "إِنَّ ابني هذا سَيِّدٌ" (¬1) لفضله وعلو قدره ولما حقن من دماء الناس وسكّن من ثوران الفتنة. والسيد: الحليم الذي لا يستفزه غضبه، وسيد المرأة: بعلها، والسيد أيضًا: الكريم، والسيد: المالك.
و"الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ" (¬2) ويقال: "شئنيز" وكذا فسرناه: "الشُّوييزُ". (وقال الحسن: هي الخردل، حكاه الحربي عنه، وحكى ابن الأنباري أنها الحبة الخضراء، واختلف في الحبة الخضراء: فقيل: هي الشونيز، والعرب تسمي الأخضر أسود وبالعكس، وقيل: الحبة الخضراء ثمرة البطم. (وقيل: الضرو) (¬3). وقيل: الحبة الخضراء الزاريانج) (¬4) وهو حب البسباس.
و"مَا لَنَا طِعَامٌ إِلَّا الأَسْوَدَيْنِ": التمر والماء (¬5).
قوله: "يَطَأُ في سَوَادٍ" (¬6) يعني أن هذه الأعضاء المذكورة منه سود.
¬__________
(¬1) البخاري (2704) من حديث أبي بكرة.
(¬2) البخاري (5688) ومسلم (2215) من حديث أبي هريرة. كذا بالضم في المطبوع منهما. وقال في "المشارق" 2/ 260: بفتح الشين كذا قيدناه عن جميعهم فيها، وقال ابن الأعرابي: إنما هو الشئنيز كذا تقوله العربد يريد بكسر الشين مهموزا وقال غيره: شونيز بضم الشين.
(¬3) من (أ، م).
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) في "الموطأ" 2/ 933 عن أبي هريرة قال: "الحَمْدُ لله الذِي أَشْبَعَنَا مِنْ الخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلَّا الأَسْوَدَيْنِ المَاءَ وَالتَّمْرَ". وفي البخاري (5383) ومسلم (2975) من حديث عائشة قالت: "تُوُفِّيَ النَّبِيُّ حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ، التَّمْرِ وَالْمَاءِ".
(¬6) مسلم (1967) من حديث عائشة.

الصفحة 546