كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

على شراء أخيه. قال القَاضِي: هو أن يزيد عليه في ثمن السلعة أو يخبب بائعها، وذلك عندنا بعد التراكن إلى تمام ما بينهما لا في الابتداء، وهو من الطلب من قوله: سامه كذا، أي: طلبه منه وحمَّله إياه، وقد يكون من العرض أيضًا: أكل وما سامني (¬1)، أي: وما عرض علي، كأنه يعرض على المشتري سلعة أخرى أو ثمنًا آخر.
قوله: "فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا (¬2) " (¬3) أي: مسلكًا، ساغ الطعام والشراب: سهل في مسلكه سوغًا وسيغًا وسواغًا وإساغة، ومنه: شراب سائغ: سهل لشاربه، و {وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} [إبراهيم: 17] ضده، وسوغته كذا، وأسغته: تركته له ومكنته منه.
قوله: "كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا" (¬4) أي: أمهرتها، والسياقة: مهر المرأة، سميت بذلك؛ لأن أكثر صدقات العرب الماشية، وهي أكثر أموالهم، فكانوا يمهرونها النساء، فيسوقونها إلى منزلها.
قوله: "وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ بِهِنَّ" (¬5) أي: حادٍ يحدو، يسُوقهن بحُدائه أمامه، وَسَوَّاقُ الإبل: [الذي] (¬6) يقدمها، ومنه: "رُويدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ" (¬7) أي:
¬__________
وليس فيه (أحدكم).
(¬1) لم نجده مسندًا، وانظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 426.
(¬2) في (س): (مسلكا)، وبعدها في (د) بياض يشبه أن تكون مكررة.
(¬3) البخاري (509)، ومسلم (505/ 259) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬4) "الموطأ" 2/ 545، والبخاري (2049) من حديث أنس.
(¬5) مسلم (2323/ 71) من حديث أنس.
(¬6) زيادة أثبتناها من "المشارق" 2/ 231. ليستقيم بها السياق.
(¬7) البخاري (6149) ومسلم (2323) من حديث أنس.

الصفحة 549