كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

السين مع الياء
" سَيَّبَ السَّوَائِبَ" (¬1)، ويروى: "السُّيُوب" (¬2) وأهل الإسلام لا يسيبون من قوله: {وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة: 103] كانوا إذا نذروا وأنذروا (¬3) قالوا: ناقتي سائبة، تسرح لا تمنع من ماء ولا مرعىً ولا ينتفع بها. وقيل: كانت الناقة إذا تابعت بين اثنتي عشرة (¬4) أنثى ليس بينهن ذكر سيبت فلم تركب ولم تحلب ولم تنحر ولم يُجزَّ وبرها، ثم ما تلده من أنثى تبحر، فتكون بحيرة بنت السائبة. وقيل: "مِيرَاثُ السَّائِبَةِ" (¬5) هو العبد يعتق سائبة، يقول له مالكه: أنت سائبة. يريد بذلك عتقه وأن لا ولاء له عليه، وأعتقتك سائبة (¬6).
فالعتق على هذا ماض بإجماع، وإنما اختلف الفقهاء في ولأنه وفي كراهة (¬7) هذا الشرط وإباحته، والجمهور على كراهيته (¬8)، وعلى أن ولاءه للمسلمين خاصة كأنه قصد عتقه عنهم.
قوله (6): "مُلْتَحِفًا في سَاجَةٍ" (¬9) وهي الطيلسان، .........................
¬__________
(¬1) البخاري (1212)، ومسلم (901/ 3) من حديث عائشة. والبخاري (3521) من حديث أبي هريرة.
(¬2) مسلم (2856/ 51) من حديث أبي هريرة.
(¬3) من (أ، م).
(¬4) وقع في (أ): اثنا عشر، وفي (س، م): اثني عشر. والمثبت من (د) على الجادة.
(¬5) "الموطأ" 2/ 785، والبخاري قبل حديث (6752).
(¬6) كذا في النسخ الخطية، وفي "المشارق" 2/ 233: (أعتقت سائبة).
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) في (س): (كراهته).
(¬9) مسلم (1218) من حديث جابر، ولفظه: "فَقَامَ في نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا". قال القاضي في "المشارق" 2/ 28: وفي حديث جابر في الحج (فقام في نساحة) [كذا في المطبوع بالحاء وأحسبه خطأ طباعة] كذا عند الفارسي، وضبطه التميمي بكسر النون وفتح

الصفحة 553