كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

قوله: "لَوْ مَنَعُوني عَنَاقًا" (¬1) هي الجذعة من المعز التي قاربت الحمل، قاله على جهة التقليل، والعناق (¬2) لا يؤخذ في الصدقة.
و"يسِيرُ العَنَقَ" (¬3) سير سهل في سرعة ليس بالشديد.
قوله: "لا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ في طَلَبِ الدُّنْيَا" (¬4) أي: رؤساؤهم وكبراؤهم، وقد قيل ذلك في قوله تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4]، وقيل: المراد به هنا: الجماعات: "جَاءَنِي عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ" (¬5) أي: جماعة، وقد تكون الأعناق الرقاب، عبر بها عن أصحابها, لا سيما وهي التي تتشوف وتتطلع.
وقوله: "قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ" (¬6) أي: قتلته وأهلكته في دينه وآخرته، كمن قطع عنقه في الدنيا بما أدخلت عليه من العجب بنفسه (¬7).
قوله: "فُكُّوا العَانِيَ" (¬8) وهو الأسير، وأصله الخضوع، ومنه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} [طه: 111] يقال: عنا يعنو وعني يعني، ومنه: أخذ البلاد عنوة، أي: غلبة وقهرًا وذلة.
¬__________
(¬1) البخاري (1400) من حديث أبي هريرة.
(¬2) كذا في (أ، م)، وهو ما في "المشارق" 2/ 92 - 93، وغيرها, لكن زاد بعدها في (س، د، ش): (لا يزيد و).
(¬3) "الموطأ" 1/ 392، البخاري (1666)، مسلم (1286/ 283) من حديث أسامة بن زيد.
(¬4) مسلم (2895) عن أبي بن كعب.
(¬5) مسلم (1755) بلفظ: "وَأَنْظُرُ إلى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ".
(¬6) البخاري (6162) من حديث أبي بكرة.
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) البخاري (3046) من حديث أبي موسى الأشعري.

الصفحة 8