كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 5)

وقوله: "أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَعْنِيْكَ" أي: ينزل بك، ومنه: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ" (¬1) أي: ما لا يخصه ويلزمه، وقيل: يعنيك: يشغلك، يقال: عُني بالأمر وعَني به، لغة قليلة.
قوله: "إِنَّهُ عَنَّانَا" (¬2) العناء: المشقة، أي: ألزمنا العناء وكلفنا ما يشق علينا، يصح أن يكون من ذوات الياء أو الواو.
قوله: "يَا لَيْلَةً مِنْ طُولهَا وعَنَائِهَا" (¬3) أي: مشقتها، ومنه: "ولَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ العَنَاءِ" (¬4) وفي فضل الرمي: "لَوْلا كَلامٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لمْ أُعَانِهِ" (¬5) أي: لم أتكلف مشقته، ورواه الفارسي (¬6): "لَمْ أُعَانِيْهِ" وهو خطأ، وعند بعضهم: "لَمْ أُعَاتِبْهُ" وهو تصحيف.

الاختلاف
قوله: "مَا تَرَكْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ العَنَاءِ" (¬7) وهو المشقة والتعب، كذا لهم، وعند العذري: "مِنَ الغَيِّ" بغين معجمة، وعند الطَّبَرِي: "مِنَ العَيِّ" مفتوح العين، ولبعضهم بكسرها، وكذا كان في كتاب ابن (¬8) عيسى الجلودي (¬9)، وكلاهما وهم، والأول هو الصواب.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 903.
(¬2) البخاري (4037)، مسلم (1801) من حديث جابر.
(¬3) البخاري (2530) من حديث أبي هريرة.
(¬4) البخاري (1299)، مسلم (935) من حديث عائشة.
(¬5) مسلم (1919) عن عقبة بن عامر.
(¬6) في (د، س، ش): (القابسي).
(¬7) البخاري (1305)، مسلم (935).
(¬8) في (س): (أبي).
(¬9) كذا في (س)، ولعله الصواب، وفي بقية النسخ: (للجلودي).

الصفحة 9