كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)

ومن لا بد له من ولي لا يجوز أن يكون وليًّا للمسلمين (¬1).
3 - قول اللَّه -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)} (¬2).
• وجه الدلالة: قال قتادة (¬3): "ونبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد علم أنه لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانًا نصيرًا لكتاب اللَّه وحدود اللَّه ولفرائض اللَّه ولإقامة كتاب اللَّه، وأن السلطان عزة من اللَّه جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، وأكل شديدهم ضعيفهم" (¬4). وقال ابن كثير: "لا بد مع الحق من قهر لمن عاداه وناوأه" (¬5).
• ثانيًا: السنة: حديث أبي ذر -رضي اللَّه عنه- قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي. ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرَ إنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَة، إلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا" (¬6).
• وجه الدلالة: قال النووى: "هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية" (¬7).Rصحة الإجماع؛ لعدم المخالف.
¬__________
(¬1) الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 129).
(¬2) سورة الإسراء، الآية: (80).
(¬3) هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، الحافظ العلامة أبو الخطاب السدوسي البصري، الضرير الأكمه، المفسر، حدث عن عبد اللَّه بن سرجس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، ومعاذة، وأبي الطفيل، وخلق، وعنه مسعر، وابن أبي عروبة، وشيبان، وشعبة، وأمم سواهم، توفي سنة ثماني عشرة ومائة. يُنظر: البداية والنهاية (9/ 313)، وتذكرة الحفاظ (1/ 122).
(¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الهجرة (3/ 4) رقم (4260)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 517).
(¬5) تفسير ابن كثير (3/ 60).
(¬6) تقدم تخريجه (ص 99).
(¬7) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 210).

الصفحة 124