كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)
• وجه الدلالة: أن أبا بكر رضى اللَّه عنه كان يُسمي نفسه في رسائله إلى الأمراء وغيرهم: خليفة رسول اللَّه، وهو ما اتفق عليه المسلمون في مناداته وكتاباتهم له.Rصحة الإجماع على تسمية أبي بكر -رضي اللَّه عنه- خليفة رسول اللَّه، بعد وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-.
[19/ 19] أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أول من سمي أمير المؤمنين
• المراد بالمسألة: اتفق علماء الأمة على أن أول من سُمِّي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.
• من نقل الإجماع: النووي (676 هـ) قال: "أول من سُمِّي أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم، وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة (¬1) فخطأ صريح وجهل قبيح مخالف لإجماع العلماء، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سُمِّي أمير المؤمنين: عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-" (¬2) ابن خلدون (808 هـ) قال: "واتفق أن دعا بعض الصحابة عمر -رضي اللَّه عنه-: يا أمير المؤمنين، فاستحسنه الناس واستصوبوه ودعوه به. . . وذهب لقبًا له في الناس، وتوارثه الخلفاء من بعده" (¬3).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (¬4)، والمالكية (¬5)، والشافعية (¬6)،
¬__________
(¬1) هو مسيلمة الكذاب مدعي النبوة في حياة النبي وبعد وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأرسل إليه أبو بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- جيشًا بقيادة خالد بن الوليد -رضي اللَّه عنه- سنة ثنتي عشرة، فقتله وحشي قاتل حمزة -رضي اللَّه عنه-، وفُتحت اليمامة صلحًا على يد خالد، بعد أن استشهد وحشي ومعه من الصحابة أربعمائة وخمسون رجلًا. يُنظر: تاريخ الخلفاء (ص 76).
(¬2) الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار، أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، دار الكتب العربي، بيروت، طبعة 1404 هـ (ص 287).
(¬3) مقدمة ابن خلدون (ص 227).
(¬4) مرقاة المفاتيح (10/ 22).
(¬5) التمهيد لابن عبد البر (10/ 75)، وبدائع السلك (1/ 92).
(¬6) شرح السنة للبغوي (4/ 521)، وروضة الطالبين (10/ 49)، ومغني المحتاج (4/ 132)، وحاشية الجمل (10/ 10).