كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)
واستدلوا بأدلة من السنة، والآثار:
• أولًا: السنة:
1 - حديث حذيفة -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَ، فَقَدْ غَشَّ اللَّه وَرَسُولَهُ، وَغَشَّ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ" (¬1).
2 - حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَنْ تَوَلَّى منِ أُمَرَاءِ المُسْلِمِينَ شيئًا فَاسْتَعْمَلَ عليهم رَجُلًا، وهو يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ من هو أَوْلَى بِذلِكَ وَأَعْلَمُ منه بِكِتَابِ اللَّه وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَقَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ" (¬2).
• وجه الدلالة: أن من عدل عن الفاضل إلى المفضول فقد خان اللَّه ورسوله وجميع المسلمين، ولا خير في فعل هذه صفته.
ونوقش: بأن الحديثين ضعيفان، فإن صحَّا فمحل ذلك ما إذا لم يقتض الحال والوقت خلافه، وإلا أنيط بالمصلحة، وعلى ذلك يُنزَّل تأمير المصطفى
¬__________
(¬1) أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده، كما في فتح القدير للسيواسي (7/ 258)، ونصب الراية لأحاديث الهداية، لعبد اللَّه بن يوسف الزيلعي، تحقيق: محمد يوسف البنوري، دار الحديث، مصر، طبعة 1357 هـ (4/ 62)، وفي إسناده مجاهيل، وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، تحقيق: سعد بن ناصر الشثري، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1419 هـ (10/ 100) رقم (2155) وسكت عنه.
(¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 114) رقم (11216)، وفيه أبو محمد الجزري وهو حمزة النصيبي، قال ابن حجر: "وحمزة ضعيف". وأخرج نحوه: الحاكم في المستدرك، كتاب الأحكام (4/ 104) رقم (7023)، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي في التلخيص، والمنذري في الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ (3/ 125) رقم (3345). وقال ابن حجر: "في إسناده حسين بن قيس الرحبي، وهو واه، وله شاهد من طريق إبراهيم بن زياد أحد المجهولين، عن خصف، عن عكرمة، عن ابن عباس". يُنظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية، لابن حجر العسقلاني (2/ 165) رقم (815).