كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)

لأبي بكر بآرائهم، ولم يدَّعِ أحد منهم نصًّا على أبي بكر ولا غيره، ولو كان هناك نص لما خفي عليهم، وهو معظم أمر دينهم، ودنياهم" (¬1) القاضي عياض (544 هـ) قال: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم ينص على خلافة أبى بكر، ولا على علي، ولا على العباس، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن عقد ولاية أبى بكر -رضي اللَّه عنه- بالاختيار والإجماع لا بالنص" (¬2). أبو العباس القرطبي (656 هـ) قال: "لم ينص النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على خليفة، لا على أبي بكر، ولا على غيره، وهذا هو مذهب جماعة من أهل السنة، والصحابة، ومن بعدهم. . . وكل من ذكر له خلاف في هذه المسألة لا يُعتد بخلافه. . . والمسألة إجماعية قطعية" (¬3) نقله ابن حجر العسقلاني (852 هـ) (¬4) النووي (676 هـ) قال: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم ينص على خليفة، وهو إجماع أهل السنة وغيرهم" (¬5)، نقله الحافظ العراقي (806 هـ) (¬6) والمباركفوري (1353 هـ) (¬7).
• من وافق على الإجماع: الحنفية (¬8)، والمالكية (¬9)، والشافعية (¬10)، والحنابلة (¬11).
¬__________
(¬1) الفصول في الأصول، أحمد بن علي الرازي الجصاص، تحقيق: عجيل جاسم النشمي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، الطبعة الثانية 1414 هـ (4/ 54).
(¬2) إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 221).
(¬3) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/ 13).
(¬4) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (7/ 32).
(¬5) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 205).
(¬6) طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 75).
(¬7) تحفة الأحوذي للمباركفوري (6/ 379).
(¬8) روضة القضاة وطريق النجاة (1/ 69)، وحاشية الطحطاوي على الدر المختار (1/ 238)، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 3885)، وحاشية ابن عابدين (1/ 549).
(¬9) التمهيد لابن عبد البر (22/ 128)، وأحكام القرآن لابن العربي (4/ 414)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 270).
(¬10) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (13/ 208)، وفيض القدير للمناوي (2/ 56).
(¬11) انظر: الإنصاف للمرداوي (10/ 234)، والإقناع للحجاوي (4/ 292)، وكشاف للبهوتي (6/ 159).

الصفحة 154