كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)

• وجه الدلالة: ولو كان عندهم نصٌّ لاستحال السكوت عليه في مثل ذلك الوقت العظيم، والخطب المهم الجسيم، والحاجة الفادحة، مع عدم التقية -والتواطُؤ من ذلك الجمع على الكتمان (¬1).
3 - ثبت في الصحيح أن عائشة -رضي اللَّه عنها- "سُئلت: من كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مُسْتَخْلِفًا لو اسْتَخْلَفَهُ؟ قالت: أبو بَكْرٍ، فَقِيلَ لها: ثُمَّ من بَعْدَ أبي بَكْرٍ؟ قالت: عُمَرُ، ثُمَّ قِيلَ لها: من بَعْدَ عُمَرَ؟ قالت: أبو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ. ثُمَّ انْتَهَتْ إلى هذا" (¬2).
• وجه الدلالة: قال النووي: "فيه دلالة لأهل السنة أن خلافة أبي بكر ليست بنص من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على خلافته صريحًا، بل أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له وتقديمه لفضيلته، ولو كان هناك نص عليه أو على غيره لم تقع المنازعة من الأنصار وغيرهم أولًا، ولذكر حافظ النص ما معه، ولرجعوا إليه، لكن تنازعوا أولًا، ولم يكن هناك نص، ثم اتفقوا على أبي بكر واستقر الأمر" (¬3).
• من خالف الإجماع: وبصدد النص على أبي بكر -رضي اللَّه عنه- فهما قسمان:
الأول: من قال بالنص الخفي والإشارة على أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، وبه قال الحسن البصري (¬4)، وجماعة من أهل الحديث (¬5)، وهو رواية عن الإمام أحمد (¬6).
¬__________
(¬1) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/ 13، 14).
(¬2) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- (4/ 1856) رقم (2385).
(¬3) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (15/ 154).
(¬4) هو الحسن بن يسار البصري، إمام أهل البصرة، ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر -رضي اللَّه عنه-، روى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وابن عباس، وابن عمر، وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين، كان من سادات التابعين، وأفتى في زمن الصحابة، بالغ الفصاحة، وبليغ المواعظ كثير العلم بالقرآن ومعانيه، توفي سنة عشر ومائة. يُنظر: الوافي بالوفيات (12/ 190)، وطبقات المفسرين للداودي (ص 13).
(¬5) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1391 هـ (ص 471).
(¬6) المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى (ص 226)

الصفحة 157