كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)

المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام، فسأل عنه حتى جاؤوا به، فقال: ابن عمة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبايعاه" (¬1).
• وجه الدلالة: انعقاد الخلافة لأبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- بالبيعة.
• من خالف الإجماع: قال ابن الراوندي: نص على العباس -رضي اللَّه عنه-، وقالت الشيعة والرافضة: نص على علي -رضي اللَّه عنه- (¬2).
ونوقش ذلك: بأن هذه دعاوى باطلة، وجسارة على الافتراء، ووقاحة في مكابرة الحس؛ لأن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- أجمعوا على اختيار أبي بكر -رضي اللَّه عنه- (¬3).Rصحة الإجماع أن تعيين الإمام يكون بالبيعة.

[24/ 24] لا يشترط مبايعة كل الناس للإمام
• المراد بالمسألة: أنه لا يُشترط في تعيين الإمام أن يبايعه كل الناس.
• من نقل الإجماع: ابن حزم (456 هـ) قال: "صح إجماعهم على أن الإمامة تنعقد بواحد" (¬4) النووي (676 هـ) قال: "أما البيعة، فقد اتفق العلماء على أنه لا يُشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد" (¬5) الإيجي (756 هـ) قال: "الواحد والاثنان من أهل الحل والعقد كاف؛ لعلمنا أن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك، كعقد عمر لأبي بكر، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان، ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة، فضلًا عن إجماع الأمة، هذا ولم ينكر عليهم أحد، وعليه انطوت الأعصار إلى وقتنا
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) مقالات الإسلاميين (ص 21)، والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (15/ 154)، ومنهاج السنة النبوية (1/ 500).
(¬3) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 206).
(¬4) الفصل في الملل (4/ 130).
(¬5) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 77).

الصفحة 164