كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)
الهيتمي (973 هـ) قال: "إجماعهم على خلافته قاض بإجماعهم على أنه أهل لها" (¬1) البهوتي (1051 هـ) قال: "ويثبت نصب الإمام بإجماع المسلمين عليه، كإمامة أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- " (¬2).
• من وافق على الإجماع: الحنفية (¬3)، والمالكية (¬4)، والشافعية (¬5)، والحنابلة (¬6)، والظاهرية (¬7).
• مستند الإجماع: يستدل على ذلك بأدلة من السنة، والآثار الواردة عن الصحابة رضي اللَّه عنهم:
• أولًا: السنة: الدليل الأول: حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- أنها قالت: لما مَرِضَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فَأُذِّنَ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصلَّى، فَوَجَدَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنْ الْوَجَعِ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ مَكَانَكَ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ (¬8).
• وجه الدلالة: فيه إشارة إلى أنه أحق بالخلافة (¬9).
¬__________
(¬1) الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/ 39).
(¬2) كشاف القناع للبهوتي (6/ 159).
(¬3) عمدة القاري (16/ 172)، وتيسير التحرير (3/ 256).
(¬4) أحكام القرآن لابن العربي (3/ 409)، ومنح الجليل شرح على مختصر خليل (8/ 263).
(¬5) روضة الطالبين (10/ 49)، ومغني المحتاج (4/ 132)، وحاشية الجمل على شرح منهج الطلاب (10/ 10)، ونهاية المحتاج (7/ 409).
(¬6) الأحكام السلطانية لأبي يعلى (ص 27)، والإنصاف للمرداوي (10/ 234)، الإقناع للحجاوي (4/ 292)، وكشاف القناع (6/ 159).
(¬7) الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 88).
(¬8) تقدم تخريجه (ص 148).
(¬9) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (11/ 60).
الصفحة 174