كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)

أجمعوا على خلافة أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- استدلالًا بتفويض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واتفقوا عليه، وبثبوت خلافته تثبت خلافة عمر -رضي اللَّه عنه-؛ لأنه هو الذي ولاه واستخلفه، وهكذا انعقد الإجماع، ثم بعد وفاة عمر -رضي اللَّه عنه- اجتمعت الصحابة -رضي اللَّه عنهم- على خلافة عثمان -رضي اللَّه عنه-، وهؤلاء الثلاثة كانوا قريشيين، ثم بعد وفاة عثمان -رضي اللَّه عنه- اجتمعت الصحابة على علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، وهو قريشي" (¬1) ابن تيمية (728 هـ) قال: "أهل السنة يثبتون خلافة الخلفاء كلهم، ويستدلون على صحة خلافتهم بالنصوص الدالة عليها، ويقولون: إنها انعقدت بمبايعة أهل الشوكة لهم، وعلي بايعه أهل الشوكة، وإن كانوا لم يجتمعوا عليه كما اجتمعوا على من قبله" (¬2) الذهبي (748 هـ) قال: "أجمعوا على خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، إجماعًا لم يتهيأ مثله لعلي، فإنه استشهد وأهل الشام لم يبايعوه قط. . . وبالجملة خلافة علي حق، وهو إمام راشد، وإن تأخر عن بيعته طائفة كبيرة، فإنما الاعتبار بجمهور أهل الحل والعقد" (¬3) ابن حجر العسقلاني (852 هـ) قال: "إن الناس اجتمعوا على أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي" (¬4)، نقله المباركلفوري (1353 هـ) (¬5).
• الموافقون على الإجماع: الحنفية (¬6)، والمالكية (¬7)، والشافعية (¬8)،
¬__________
(¬1) أصول الدين، جمال الدين أحمد بن محمد الغزنوي الحنفي، تحقيق: عمر وفيق الداعوق، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1419 هـ (ص 283 - 285).
(¬2) منهاج السنة النبوية (4/ 387، 388).
(¬3) المنتقى من منهاج الاعتدال (1/ 401).
(¬4) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (13/ 214).
(¬5) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (6/ 392).
(¬6) غمز عيون البصائر (2/ 197)، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (1/ 548)، ومرقاة المفاتيح (11/ 151).
(¬7) أحكام القرآن لابن العربي (3/ 409)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/ 148)، والفواكه الدواني (1/ 102).
(¬8) المنهاج شرح صحيح مسلم ابن الحجاج (15/ 148)، والمواقف للإيجي (3/ 717)، وشرح المقاصد في علم الكلام (2/ 271).

الصفحة 189