كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 5)
الجملة، فالعادل من الأئمة والولاة والحكام أعظم أجرًا من جميع الأنام، بإجماع أهل الإسلام" (¬1). النووي (676 هـ) قال: "من كان أهلًا للولاية وعدل فيها، فله فضل عظيم. . . وإجماع المسلمين منعقد عليه" (¬2).
• من وافق على الإجماع: الحنفية (¬3)، والمالكية (¬4)، والشافعية (¬5)، والحنابلة (¬6)، والظاهرية (¬7).
• مستند الإجماع: ويستدل على ذلك بأدلة من السنة:
1 - حديث أبي هريرة -رضي اللَّهُ عَنْهُ - أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ. . . " (¬8).
• وجه الدلالة: أن الثواب العظيم في ذلك اليوم العظيم لعمل عظيم.
قال النووي: " (الإمام العادل)، قال القاضي: هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام، وبدأ به لكثرة مصالحه وعموم نفعه" (¬9).
2 - حديث عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إِنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِين، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا" (¬10).
¬__________
(¬1) قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبد السلام، تحقيق: محمود بن التلاميذ الشنقيطي، دار المعارف، بيروت (1/ 121).
(¬2) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (12/ 210).
(¬3) فتح القدير، كمال الدين السيواسي، (7/ 261)، والبحر الرائق (6/ 298).
(¬4) البيان والتحصيل (17/ 416)، والذخيرة للقرافي (10/ 10).
(¬5) أدب الدنيا والدين (ص 150)، والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (7/ 121).
(¬6) السياسة الشرعية لابن تيمية (ص 168)، والمبدع شرح المقنع، لابن مفلح، دار عالم الكتب، الرياض، طبعة 1423 هـ (2/ 149).
(¬7) الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 72).
(¬8) تقدم تخريجه.
(¬9) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (7/ 121).
(¬10) أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3/ 1458) رقم (1827).