كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 5)
وقَدِمَ أبو عليّ الأندَلُسَ صُحبةَ أبي إسحاقَ (¬1) ابن المنصُور حينَ وَلِيَ إشبيلِيَةَ، فأخَذَ عنه بها طائفةٌ من أهلِها وعَرَفوا فضلَه، وكان لهُ في إثباتِ [القياس رأيٌ خالَفَه] فيه أبو الحَسَن ابنُ القَطّان، وصنَّف رادًّا عليه في ذلك مصنَّفَه ["النَّزْعَ] في القياس لمُناضلةِ من سلَكَ غيرَ المَهْيَع في إثباتِ القياس" (¬2).
[وُلدَ بمَرّاكُش عامَ ....] وستينَ وخمس مئة، وتوفِّي بها يومَ الاثنينِ لستٍّ بقِينَ من جُمادى الأخيرةِ اثنتينِ وعشرينَ وست مئة.
33 - عُمرُ (¬3) بن محمد بن مَخْلُوف، تَدْلِسيٌّ (¬4)؛ أبو عليّ.
قَدِمَ [الأندَلُسَ طالبًا العلمَ] فتَلا بالسَّبع على أبي زكريّا الجُعَيْديِّ (¬5) ببَلَنْسِيَة، ورَوى بها عن أبَويْ [بكرٍ: أُسامةَ، وعَتِيق] المُرْبَيْطَريّ، وأبي جعفرٍ الحَصّار، وأبي الحَسَن بن خِيَرةَ، وأبي الخَطّاب بن واجِب، [وأبي عبد] الله ابن نُوح، وأبي عليّ بن زُلال، وأبي عُمرَ بن عاتٍ، وأبوَيْ محمد: عبد الحقِّ الزُّهْريِّ، [وغَلْبون] ثم عاد إلى العُدْوة، فاستَوطنَ بِجَايةَ وتصدَّر بها لإقراءِ القرآن.
وتوفِّي سنةَ ستٍّ وعشرينَ وست مئة.
34 - عُمرُ بن محمدٍ الهَوّاريُّ، بِجَائيٌّ؛ أبو عليّ، ابنُ ستِّ الناس.
كان أديبًا حَسَنَ التصرُّف في نَظْم الكلام ونَثْرِه؛ دخَلَ الأندَلُسَ، واستَكتَبَه
¬__________
(¬1) عَرّف به المراكشي في المعجب وذكره بكل خير وقال: إنه عرفه حين ولي إشبيلية سنة 605 هـ (انظر المعجب: 387، والبيان المغرب 3/ 230).
(¬2) يراجع ما سبق في ترجمة ابن القطان. ولعبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي الذي أدرك ابن الطوير كتاب في الموضوع سماه: "جلاء الالتباس في الرد على نفاة القياس" (رحلة التجاني: 273 وغيرِها).
(¬3) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2648).
(¬4) نسبة إلى تدلس مدينة كبيرة بحرية بين بجاية والجزائر (الروض المعطار: 132).
(¬5) هو يحيى بن زكريا بن علي الأنصاري، مترجم في التكملة الأبارية (3415).