كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 5)

ابنُ الأبّار فيهم أبا بكر بنَ أبي زَمَنين، وأبوي القاسم: ابنَ بَقِيّ وابنَ حُبَيْش، ولم يُجرِ لهم أبو الحَسَن ذكْرًا في فِهرستِه ولم يَذكُرْ فيها إجازةَ أحدٍ ممّنِ اشتَملتْ عليه سوى مَن نبَّهْنا عليه فاعلَمْهُ، واللهُ الموفِّق.

2 - عليُّ (¬1) بن أبي القاسم عبدِ الرحمن بن أبي قَنُّون: تلمسينيٌّ، أبو الحَسَن.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح، وأبي عبد الله أحمد الخَوْلانيّ، وأبي عليّ الصَّدَفيّ، وأبي عِمرانَ بين أبي تَلِيد، لم يَذكر فيهم [ابنُ الأبّار أبا الحَسَن شُرَيح وقال:] سمِعَ منهم بالأندَلُس فيما بَلَغَني ويَبعُدُ ذلك عندي.
[قال المصنِّفُ] عَفَا اللهُ عنه: استبعادُه هذا ظاهر، ويَقْوَى في حقِّ أبي [عبد الله الخَوْلانيّ] لوفاتِه في شعبانِ ثمانٍ وخمس مئة، إلا أن يكونَ رُحِلَ به إلى الأندَلُس [صغيرًا وسَمِع] منه حينَئذٍ، ودونَه في الاستبعاد أبو عليّ بن سُكّرةَ؛ لاستشهادِه [يومَ الخميس] لستٍّ بَقِينَ من ربيع الأوّل سنة أربعَ عشْرةَ وخمس مئة، ودونه [فيه] أبو عِمرانَ؛ لوفاتِه في ربيع الآخِر سنةَ سبعَ عشْرةَ وخمس مئة؛ فأمّا شُرَيحٌ [فلا] بُعدَ في سَماعِه منه. وكانت وفاتُه عَقِبَ جُمادى الأولى سنةَ تسع وثلاثين.
رَوى عنه أبو الحَسَن بن محمد بن خِيَار، وأبو الخَطّاب ابنُ الجُمَيِّل، وأبو طالبٍ عَقِيل بن عَطِيّة، وأبو عبد الله بن عبد الحَقّ، وأبو محمد قاسمٌ ابنُ الحَشّاء.
وكان مُستبحِرًا في حفظِ الفقه، متحقِّقًا بأصُولِه، وله "المقتضَبُ الأشفَى، في اختصارِ المُستصفَى" وهو كتابٌ نبيلٌ مُستجاد، وكان سَرِيًّا فاضلًا كثيرَ المعروف نَفّاعًا بمالِه وبجاهِه. وَليَ قضاءَ الجماعة بعدَ أبي يوسُفَ حَجّاج (¬2) فسار فيه أحسَنَ سيرة، وعُرِف بالعدل في أحكامِه والنّزاهةِ في أحوالِه.
¬__________
(¬1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2857)، والمعجم في أصحاب القاضي الصدفي (271)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 318، والذهبي في المستملح (720)، وتاريخ الإسلام 12/ 657، والمراكشي في الإعلام 9/ 60.
(¬2) انظر ترجمته ومصادرها في الإعلام للمراكشي 3/ 116 (المطبعة الملكية).

الصفحة 11