كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 5)
أخو أبي محمد (¬1).
رَوى عن مُعظم شيوخ أخيه. وكان فقيهًا حافظًا من بيتِ حسَبٍ وعِلم وجَلالة، واستُقضيَ ببلدِه مرّتَيْنِ وبتِلِمْسينَ وسَبْتةَ وغَرناطةَ فشُهِرَ بالعدلِ والنزاهة، وكان سَرِيًّا مؤثرًا فاضلًا.
61 - محمدُ (¬2) بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن محمد ابن الصَّقْرِ الأنصاريُّ الخَزْرَجيُّ، مَرّاكُشيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ الصَّقْر.
وقد تقَدَّم ذكْرُ أصل سَلَفِه في رَسْم أبيه (¬3) وجدِّه. تَلا على أبيه ولم يُعيِّن القراءات، وأخَذَ عنه كثيرًا من كُتُبِ الحديث والفقه وغير ذلك، ولازَمَه طويلًا، وبالسَّبع على أبي بكرٍ يحيى بن الخَلُوف، وبحَرْفِ نافِع على أبي بكر بن مَسْعود،
¬__________
(¬1) ترجمة أبي محمد عبد الله بن الخطيب أخي المترجم هنا في التكملة (2208)، وبرنامج الرعيني (94)، وعنوان الدراية: 144 - 145، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 263، وتاريخ الإسلام 13/ 611، وترجمة والدهما أي العباس الخطيب أول بيت بني الخطيب ببجاية موجودة أيضًا في عنوان الدراية: 144 قال الغبريني: "كان أكبر الناس حظوة عند بني عبد المؤمن، ولقد أسهموه ما لم يسهموا أحدًا من صنف الطلبة، وما زال ظل شرفه ضافيًا على عقبه، مسبلًا أثواب النعمة على ذوي نسبه"، وفي الغصون اليانعة: أن السيد أبا الحسن بن أبي حفص بن عبد المؤمن والي بجاية "تغير ما بينه وبين قاضيها أبي العباس أحمد ابن الخطيب وكانا فرسي رهان في الهمة والسماح بالمال في الأغراض، وكل أحد على قدر منصبه، فأكثر لجاجاته في القاضي حتى عُزل فجمع القاضي جميع ماله اثني عشر ألف دينار فأخذه معه وطلع إلى مراكش فنزل في جوار ابن مثنى، وأراه أنه لم يقصد سواه وهو حينئذ يجر الدنيا جرًا، فقال له: فيم جئت؟ أتطلب أن ترجع إلى ولايتك؟ قال: لا ولكن جئت في أن أعزل الذي عزلني وأغلب من غلبني، قال: وبأي شيء تفعل ذلك؟ قال: بك وباثني عشر ألف دينار جئت بها معي، قال: الآن حصحص الحق. فسعى ابن مثنى في عزل السيد واستعان بالمال في الحاشية إلى أن كتب للسيد بالعزل" (الغصون اليانعة 150 - 151).
(¬2) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1544)، وعَدّه في البلديين، والمراكشي في الإعلام (518) نقلًا عن ابن عبد الملك.
(¬3) السفر الأول، الترجمة (292).