كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 5)
286 - أُمُّ شُرَيْح (¬1) ابن محمد بن شُرَيْح المقرئ، إشبيليّةٌ.
أخَذت عن زوجِها أبي عبد الله بن شُرَيْح، وكانت تقرئُ مَن خَفَّ عليها خَلْفَ سِتر بحرفِ نافع، وكان أبو بكر عِيَاضُ بن بقِيّ (¬2) قد قرأَ عليها في صِغَرِه فكان يفخَرُ بذلك ويُذاكر به ابنَها شُرَيْحًا ويقول: قرأتُ على أبيك وأُمِّك، فلي مَزِيّةٌ على أصحابِك، وماتّة لا يَمُتُّ بمثلِها أحدٌ إليك، فيُقرُّ له الشيخُ ويُصدِّقُه.
قال المصنفُ عَفَا اللهُ عنه: ذكَرَها ابنُ الأبّار عن ابن خَيْر هكذا غيرَ منسوبة، وهي أُختُ أبي عبد الله أحمدَ بن محمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن غَلْبُون الخَوْلانيِّ ابن الحَصّار (¬3)، فهو خالُ شُرَيْح، فلعلّها ابنةُ أبي عبد الله محمد (¬4) والد أحمدَ هذا، ولم أبُتَّ بذلك؛ لاحتمالِ أن تكونَ أختَ أحمدَ المذكور لأُمِّه من غيرِ أبي عبد الله، فاجعَلْ تحقيقَ ذلك من مباحثِك واللهُ يُطلِعُ على الجلاءِ فيه.
287 - جاريةٌ (¬5) للحَكَم.
أخرَجَ الحَكَمُ المُستنصِر بالله من قَصْره وَصِيفةً غُلاميّةً ذكيّةً كاتبةً فَهِمة، فأمَرَ أبا القاسم سُليمانَ بن أحمدَ بن سُليمانَ الأنصاريَّ المعروفَ بالرُّصَافيِّ وبالقَسّام (¬6) أن يُعلِّمَها التعديلَ وخِدمةَ الإسطرلابِ وما يجري مجرى هذا، فقبِلَت ذلك وحَذَقَتْه وساعدتْها قريحتُها [في ذلك، فأتقَنَتْ] عِلمَه في ثلاثة أعوام أو نحوها، وأُعجِبَ الحَكَمُ بها وألزَمَها خدمةَ ما تعلّمتْه في دارِه، ووَصلَ سُليمانَ بصلةٍ سَنِيّة وضاعَفَ له التكرِمة.
¬__________
(¬1) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3581).
(¬2) تقدمت ترجمته في السفر الخامس (887).
(¬3) ترجمته في الصلة (160).
(¬4) ترجمته في الصلة (1172).
(¬5) ترجمها ابن الأبار في التكملة (3560)، ومنها رممنا بعض المحو.
(¬6) كان من أعيان الخاصة في عهد الحكم المستنصر وهو من طبقة عبد الرحمن بن وافد وكانا أمينين في عهد المستنصر (انظر المقتبس: 153 تحقيق عبد الرحمن الحجي).