كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 5)
تفَقّه بأبيه وغيره. وكان من أهل العِلم والأدب والنَّباهة. مَوْلدُه سنةَ ثلاثٍ وخمس مئة. وتوفِّي بفاسَ سنةَ أربعٍ وستينَ وخمس مئة.
18 - عليُّ (¬1) بن يحيى بن سَعِيد بن مَسْعود بن سهْل الأنصاريُّ، تلمسينيٌّ قَلَنِّيُّ الأصل، سَكنَ إشبيلِيَةَ ومَرّاكُشَ وغيرَهما من بلادِ العُدْوتَيْن، أبو الحَسَن القَلَنِّيّ (¬2).
رَوى عن أبي الحَسَن بن أبي قَنُّون، وأبي عبد الله التُّجِيبيِّ وتدَبَّج معَه.
وكان فقيهًا أديبًا حَسَنَ الخَطّ في الطريقتَيْنِ: الشَّرقيّة والغَرْبية.
وله اختصار جيِّدٌ في "الإشراف" لإبن المُنذِر (¬3) ودرَّس بجامع قُرطُبةَ زمانًا، أنشَدَ عليه أبو عبد الله التُّجِيبيُّ من قولِه [من الطويل]:
ورائعةٍ (¬4) للشَّيبِ راعَ طلوعُها ... فأنزلتُها بالقصِّ (¬5) في المنزلِ الأقصى
فنادى لسانُ الحالِ: مهلًا فإنّها ... بريدٌ لجَمع (¬6) خلفَها جاء لا يُحصَى (¬7)
¬__________
(¬1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2864)، وابن القاضي في جذوة الاقتباس 2/ 484.
(¬2) منسوب إلى قَلَنّة من حيز سرقسطة.
(¬3) كتاب "الإشراف" لأبي بكر ابن المنذر أخذه عن مؤلفه جماعة من الأندلسيين وأدخلوه إلى الأندلس ومنهم منذر بن سعيد البلوطي (جذوة المقتبس ص 514)، وأبو حفص عمر بن الرفاء البجاني (الصلة 2/ 5).
(¬4) في التكملة: وراعية، وفي الأصل: وداعية، ومما قيل في الرائعة قول الشاعر:
أهلًا برائعة للشيب واحدة ... تنفي الشباب وتنهانا عن الغزل
(¬5) في التكملة: "بالقصر".
(¬6) في التكملة: "تزيد بجمع".
(¬7) هذا مثل قول أبي الحسن الطرابلسي: (الخريدة، ق 4، 1 ج/ 129).
وزائرة للشيب لاحت بعارضي ... فبادرتها بالقطف خوفًا من الحتف
فقالت: على ضعفي استطلت ووحدتي ... رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
فلم يك إلاعن قريب فأقبلت ... وعمت جميع الرأس رغمًا على أنفي